6/01/2014

النص 07: أنا

تحضير نص أنا:

التعرف على صاحب النص:

إيليا أبو ماضي : أديب وشاعر لبناني ولد بالمحيدثة سنة 1889 .
بدأ تعلمه فيها ليسافــر إلى مصر حيث مكــث بهـا عشــر سنـــوات لممارسة التجارة، ومطالعة عيون الأدب العربي . تفجـرت قريحته الشعرية فألف ديوانه "تذكار الماضي ". هاجر إلى أمريكا وأصـدر منها جريدة "السمير" سنة 1916، وأسس مع جبران خليل جبران " الرابطة القلمية " سنة 1920 ، وأصدر هنـاك ديوانيـه : "الجداول " و" الخمائل " وافاه الأجل سنة 1957 .

إثراء الرصيد اللغوي:

أنا- في معاني الألفاظ : الغاوي= الظالم . طيالس= عباءات خضراء يرتديها خواص الناس (فارسية) . 
سبسب: الأرض الوعرة البعيدة ،الصحراء القاحلة . الناجذ = سني 

- في الحقل المعجمي : 

س: في أي مجال يمكن إدراج الألفاظ الآتية : " حــرٌ ، مهــذبٌ ، دافعــت ، شــددت ساعـــده ، متقرب ، ضميري ، أرحـــم " ؟ 
ج : يمكننا إدراجها في مجال مبادئ الأخلاق الفاضلة . 
س: آت بأربعة ألفاظ يمكن إدراجها في مجال مضاد لها . 
ج- من الألفاظ المضادة لها : أسير، سيء الخلق، غصبت ، خذلت.. 

- في الحقل الدلالي:

س: وردت كلمــة " كريــم" في النــص بمعنى محــدد ، ما هـــو ؟ 
أوردها في جملتيـن مفيدتيــن من إنشائك بمعنييـــن آخريــــن .
ج- وردت لفظة "كريم" في النص بمعنى المتأصل أي من له أصل. وبمعنى الرفيع السامي .
أما معناها الآخران : فمعنى الكرم والجود في : 1- إن حاتم الطائي إمام الكرماء الجوادين . ومعنى : الحرية وعدم الخضوع في : 
2- إن الكريم يؤذيـــه الأسير الذليـــــل . 

اكتشاف معطيات النص:

- الموضـــوع الـذي شغــل بـــال الشاعـــر هي النزعـة الإنسانيــة في تجلي أخلاقهـا و حرية الإنسان ، ودفع الظلم عنه  ، وعدم الاغترار بالمظاهر .
- من الألفاظ الدالـة على ذلك : حر، أحب ، مهذب ، أرحم ، يأبي فؤادي دافعت عنه ... 
- نظم الشاعر هذه القصيدة لما رأى فسـاد بعض الناس أخلاقــا فتحركت فيه نزعته الإنسانية تنشــد فاضــل الخلــق ، ورفيــع السلــوك. 
- لقد وجـه الشاعر دعــوة تتمثـــل في التسامح ، وعــدم الانخداع بمظاهر الناس ، وحمـل النفـس على الصبــر على مكـرهــــم . لأن من شأنـه أن يقرب الناس بعضهـم من بعض لبنـــاء مجتمـع إنساني فاضـــل . 
- من الصـفات التي أشاد بها : حب الحريـة ، والابتعاد عن الظلــم والتعصــــب والغصـــب لتطـــاول الوضعـــاء علــى الكرمـــاء وحــب المهذبيـــن من النـاس ، والرأفة بغيرهــم ، وعـدم الميــل إلى إيــذائهـــم ، وعــدم الانخـــداع للمظاهـــــر... 
ومن الصفات التي أنكرها: خداع الناس ومخالفة المظهر للمخبر ، صغــــر عقول النـــاس ، التودد للمتكبـــرين ... 
- مـــن عواطـــف الشاعـــر المتنوعـــة : عاطفـــة حب النـــاس ، والتواضع لهـــم ، ومساعـدة الضعيـف ، وستـــر مساوئ النـــاس وعاطفـــة الاحتقـــار التـي تمثلـــت فــي نبــذ الظالمين المعتديـــن 
والمتعصبيــن ، وتطاول الضعفاء الأدنياء على الأقويـاء الكرماء . 

مناقشة معطيات النص:

- يوحي عنوان القصيدة بالذاتية ، وبالتسامي والعلــــو .
- استعمل الشاعر ضميري المتكلم والغائب على وجه الخصوص لتعميق الصراع الدرامي بين الأنا العاقلة وهو الظالم المتعصب . وبين الأنا الموجبة وهو السالب .
- تنوعـــت دلالات الغائـــــب بيـــن دلالـــة الظلـــم والتعصــــب ، ودلالة الدونيـــة الحقيـــرة ، ودلالة النفـــاق ، ودلالة التكبــــــر .
- وظف الشاعر من الإضافات ما يلـــي : كــــل حـــر، مذهبــــي ، غير مهـــذب ، فـــؤادي ، حب الأذيـــة ، طباع العقـــرب ... 
 ومن أثرهــا على الدلالـــة أنه عمم الحرية لكل إنســان ، وإبــراز عقيــدة الشاعـــر في تملكــه المذهــب والفــؤاد عــن طريـــق يـــاء الملكية المضافـــة
  كما استفادت النفي بغير لنفـي الوسطيــة بين التهذيــب وغيـــره . كما ألحق إضافة الحــب للأذيـــة إلحاق اللــزوم ، وإلحــاق الطباع للعقــــارب إلحاق ثبــــات . 
  ومن النعوت ما يلي : الغاوي ، المتعصب ، خلب ، أجرب أشمط ، الضعيف العربي ...وجاءت هذه النعوت سواء أكان المنعوت ضميرا متصلا ، أو محذوفا مقدرا ، أم اسما ظاهـــرا لتثبيـــت الصفات .
  وجــاءت هـــذه النــعوت في بعدهــا السلبي إمعانـــا في لزومهــــا صغـــار النفـــوس والعقـــــول .
- بين الأبيات 11،12، 13 علاقة تتمثـل في كثرة ضميـــر المتكلـم والمخاطـــب لتأكيـــد تلازميـــة الصداقـــة التي يــراها الشــاعـر والتي يدافـــع عنها ، وهــذه الثنائيـــة إيجابيـــة . وهــي تفصـح 
عـن مبدأ الصداقة الإنسانيـــة الحقـة .

تحديد بناء النص:

- موقف الشاعر من علاقة الإنسان بأخيه الإنسان موقف إنساني إيجابي يدعو فيه إلى التسامي برفيع الأخلاق و أن يسامحه ويدافع عنه ويسانده ، ويقف معه
- آثـار ذلك في نفسـه وفي نفسي أن كلينا يسانــد الآخـــر ويتمنى أن يكون له صديقا ، فكلانا يدعو إلى مثل هذا المبدأ / الموقف . 
-نمط النــص : وصفي تعليلــي إذ يقــوم فيـه الشاعــر بتفسيـــر مبدئـــه وموقفه من العلاقة الإنسانية التي تحكم البشر ، ومن أهــم خصائص التأكيـــد ( كــل ) و ( إني ) لام التوكيـــد ( لأغضب ) ، الصفـــات ، والإضافـــات .
- إخراج مجازين من النص : 
ـ المجاز المرسل في قوله : يأبى فؤادي علاقته الجزئية
قيمة التعبير به تمثلت في تنويع القول وتوضيح المعنى
ـ الاستعارة المكنية : ... نزل البلاء حيث شخص المعنى حتى يصبح واضحا وظاهرا للمخاطب

تفحص الاتساق و الانسجام في النص:

- يعود ضميـــر المتكلم في النص على الشاعــــــر . 
- يعود ضميرا المخاطب والغائب على القارئ ممثـــلا للمجتمــــع وضمير الغائب على المتجرد من فاضل خلق الإنسان ممثلا للشـــاذ من المجتمع كالظالم والمتعصب .... 
- لهذه الضمائر أثر متجـل في النص يتمثل في تعميـــق الصراع ، وتجلية الأفكار ، وإبراز العواطف والمشاعــــر... 
- تغير العائد عليه في ضمير المتكلم في قوله :"يا ليتني لم أذنب " في البيت السادس (6) ، والسبــب أن الشاعــر استطــاع أن يعـرف تأنيب ضمير المســيء الذي أساء للشاعر عندما لا يقابلــه بإســاءة مثلها فيقول مخاطبا ذاته (مونولوج ) يا ليتني لم أذنب مع الشاعر . ويكفي المســـيء تأنيـــب ضميـــره له . 
- من أهم القرائن اللغوية التي ربط بها بين أبياته لرسم مشاعــره وأفكاره : حروف العطف وحروف الجر ومنها الواو والبـاء بكثرة . 
- اشتملت القصيدة على التقابل والتضاد ومنه : 
أغضب للكريم من دونه /= وألوم من لم يغضب ، والتضاد بيـن :
لأغضب = من لم يغضب ، الكريم =/ من دونه . 
- كل مهذب =/ غير مهذب – جنة =/ سبسب – أرى =/ لا أرى . 
- مقترب =/ لم أتقرب – ساكن في معقل =/ سائر في موكب . 
ـ أثرهما في المعنى : ساهما في توضيح المعنى وتوكيده

مجمل القول في تقدير النص:

- انطوى على قيم متعددة أهمها : القيمة الاجتماعية والأدبية .
- جسد الشاعر فيه مبادئ الرابطة القلمية ومنها : سهولة اللغة وأنسنتها ، توظيف مظاهر الطبيعة كبرق خلب ، العقرب ، جنة سبسب ، والابتعاد عن التكلف والتعقيد . 
- بـدت إنسانيــة التفكيـر لــدى الشاعـر معتبرا الأدب رسالــة إنسانية تقوم علـى إرسـاء دعائـم الحـق ، والخيـر والجمـال في الإنسان والطبيعة كليهما . انتهى.

0 تعليقات